الثلاثاء، 1 فبراير 2011

التاريخ لا ينسى

رسالة إلى الثوريين الجدد ..




إلى الذين ظلوا طيلة عشرين سنة أبواقا إعلامية تسبّح بحمد الزعيم الملهم وتسوّق لانجازاته الوهمية وتلمّع صورته وصورة زوجته وأصهاره ..
إلى الذين ظلوا طيلة أعمارهم يغالطون الشعب التونسي ويكذبون عليه ويحاولون تخديره وتجهيله وإغراقه في التفاهات وإبعاده عن الشأن العام ..
إلى الذين ظلوا طيلة عقدين كاملين يهاجمون الوطنيين الشرفاء في وطنيتهم ويشوّهون شرفهم ويحرّضون عليهم ويبرّرون قمعهم ..
إلى الذين ظلوا حتى صباح الرابع عشر من جانفي/يناير يصفقون ويباركون وينوّهون ويهنئون ويستبشرون .. وينافقون ..
ولا ننسى أولئك الذين تعذّبوا وتشرّدوا وسُجنوا وقُمعوا... ثم انقلبوا في آخر المطاف، ويا خيبة المسعى، على تاريخهم النضالي بدعوى الواقعية والعقلانية، فانبطحوا وانحدروا وانضموا إلى جوقة المناشدين والمساندين والمباركين...
إلى كل هؤلاء ومن شابههم نقول..
اصمتوا .. اخرسوا ..
لا تشوّهوا ثورتنا المباركة .. ولا تتكلّموا باسمها أو باسم شعبنا العظيم الذي ينبذكم ويحتقر نفاقكم.
لن تستبلهوا شعبنا الواعي المتيقظ بثورجيتكم المصطنعة وحماسكم المفرط وألفاظكم الحادة تجاه معبودكم الفار وولي نعمتكم قبل أيام خلت ..
احترموا أنفسكم .. وابتعدوا عن المشهد ونعدكم بأننا سننساكم ونتجاهلكم...
أما إذا أصررتم على سلوككم الحربائي المشين .. وعلى عنتريتكم الزائفة .. وسعيكم المحموم لترقيع عذرية مفقودة .. مراهنين على تعب الذاكرة .. ونسيان التفاصيل ..
فسيكون الأحرار لكم بالمرصاد ..
وسينشرون كل ما تقيأته أقلامكم وأفواهكم قبل أن تهتدوا مجبرين إلى الفكر الثوري .. و"تقلبوا الفيستة" .. حتى تعرف حقيقتكم المخزية الأجيال القادمة .. أمّا الجيل الحالي فيعرفكم .. ويحتقركم ...
"قاله بابا وقتاش نوليو شرفاء قاله حتى يموتوا كبار الحومة"!