الجمعة، 26 نوفمبر 2010

المهجّرون التونسيون من هم


" المهجّرون التونسيون من هم "؟

الطاهر العبيدي
taharlabidi@free.fr

ذاك هو عنوان كتاب سيصدر قريبا باللغة العربية عن منشورات

" المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين "، بإمضاء المهندس " عماد الدايمي "، والذي سيكون موجودا في الأكشاك والمكتبات، والفضاءات المعرفية، ومختلف المساحات والأطر الثقافية والفكرية، في أوروبا والدول العربية. وهو عبارة عن وثيقة متفرّدة من حيث المضمون والطرح وتناول الموضوع، الذي انطلق من فكرة متناغمة مع واقع المهجّرين المعاش، ضمن طرح جملة من الأسئلة الضوئية القريبة من مشاغل وهموم المهجّرين التونسيين، المنتشرين في العديد من دول العالم، حول بداية مرحلة البحث عن الاستقرار وما رافقها من متاعب وهموم، وصولا إلى مرحلة التأسيس والاستقرار في المجتمعات الحاضنة، والتعريج على حالة التخبط والنجاح والحلم والأمل والألم، وأوجاع الغربة ووخزات الحنين، والتحديات والآفاق، والاندماج والفعل والحراك والانجاز، وقد زاوج الكتاب بين الحدثية التاريخية، وبين التنفس الاجتماعي، وبين الدراسة الرقمية، فكانت هذه الوثيقة إحدى الورقات الشاهدة على المنعرجات الحدباء للدولة الوطنية، وخلطة متنوعة امتزج فيها الاجتماعي بالسياسي بالفكري بالحقوقي، ليكون الكتاب فسيساء تصيّد اللحظات التاريخية، واقتنص محطات من الزمن السياسي المهجري، الذي تدثر بالرداء الاجتماعي لشريحة من التونسيين الذين لطمتهم سنوات الغربة والتهجير، بشكل يكون متفرّدا من حيث التجربة التي سيّجتها الأحزان ولوّنتها الانجازات، وطبعتها حالة التماوج العلني والأخرس بين هنا وهناك، فقد نجح الكاتب في أن يلتزم الحياد في نقل الصور، وهندسة هذه التجربة بشكل يتيح للمتابع استبيان ملامح هذه التجربة في أبعادها الاجتماعية والسياسية، ومدى تأثيرها في الزمن السيكولوجي القادم. وقد اختار الكاتب تسطير هذه التجربة بطريقة جيومترية، استندت إلى قراءة في عملية استفتاء، شارك فيها العديد من المهجّرين التونسيين الموزعين في العديد من دول التبني، عبر طرح أسئلة أرضية اختصرت مسافات البحث والتنقيب، لتكون أجوبة هؤلاء  مختبرا حمّضت فيه صور الأجوبة، لتكون المشاهد بارزة بالألوان، من خلال القراءة والاستقراء والتعليق والتوغل بين منعرجات وأخاديد الأجوبة. وقد حاول الكاتب نسج هذه التجربة ضمن جداول وأرقام واستشهادات، واجتهاد في استنطاق الصامت من المتكلم، مستندا على حقائق وأرقام ومعرفة بالملف، حيث أن الكاتب هو أحد المهجّرين،  ممّا جعله ملما بحيثيات الموضوع ومساربه وثناياه المتشعبة.

كتاب " المهجرون التونسيون من هم؟ "، في رأينا هو انجاز مهجري يشد الانتباه، وجهد معتبر يجعل من المهجر إحدى الشهادات الصارخة التي تؤرخ لأثر سيظل وشما في جبين التاريخ، وستكون لنا إنشاء الله عودة للكتاب للقراءة والاستقراء والتحليل والوقوف حين يكون الكتاب قد انبلج صبحه في الأسواق.     

الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

إذا عُرف السبب بطل العجب

أكد بعض الأصدقاء رفع الحجب عن عدد من المواقع "الممنوعة" هذا الصباح. وكانت ردة فعلي "اللاإرادية" الأولى البحث في الصحف التونسية عن خبر يفسر هذا الأمر العجيب والخارق للعادة. ولم أبحث طويلا، حيث سرعان ما وجدت في صحيفة الحزب الحاكم الخبر التالي: "انعقاد الدورة الخامسة لمنتدى تكنولوجيات الاتصال للجميع تونس زائد خمسة وسيكون موضوعها هذه السنة حول تكنولوجيات المعلومات والإتصال مصدر الإلهام والتجديد وروح المبادرة للشّباب. وتندرج هذه الندوة في إطار الاحتفال بالذكرى الخامسة للقمة العالمية حول مجتمع المعلومات في مرحلتها الثانية «تونس 2005» وكذلك الاحتفال بالسنة الدوليّة للشّباب. هذه المبادرة التي اعتمدتها منظّمة الأمم المتحدة بناء على مقترح سيادة الرئيس زين العابدين بن علي..."

الأمر إذا واضح وضوح الشمس: زوال الحجب ليس إلا "سراحا شرطيا للأنترنت" وعطلة وقتية ل"عمار" .. وستعود الأمور "لنصابها" والأوضاع لمجراها "الطبيعي" في اليوم الموالي لانتهاء الدورة الدولية وعودة الوفود العالمية لبلدانها.

إنه الكرم الحاتمي بعينه ... ثلاثة أيام بلياليها من الضيافة ... لم تجُد فيها "بلادنا" فقط بأحسن ما تملك لضيوفها الكرام .. بل جادت فيها بما لا تملك أيضا: أي بحرية المعلومة والابحار على الشبكة العنكبوتية .. وجود المرء بما لا يملك، كما تعلمون، هو أعلى أنواع الكرم.

وفي الأخير، تمتعوا أيها "الطفيليون" بفتات موائد الضيوف خلال الأيام الثلاثة القادمة، واستغلوا الوقت كل الوقت في الابحار والتصفح والشحن والتنزيل .. قبل زوال "البركة" بمغادرة الضيف.

وأكثروا في الختام من الدعاء بأن يجعل الله كل أيام بلادكم ندوات دولية ودورات عالمية وقمم (بكسر القاف لا ضمها) كونية ... حتى تستديم البركة ويُحال "عمّار" على التقاعد المبكّر...
آمين.

عماد الدائمي