الاثنين، 10 سبتمبر 2007

قرصنة موقع المؤتمر من أجل الجمهورية

صمدنا سنوات عديدة وانتصروا علينا هذه المرة. الفرق بيننا أننا نناضل مكشوفي الأوجه رافعي الرؤوس منتصبي الهامات وهم يغدرون ليلا متخفين وراء حجب و ستائر وأقنعة.

لا شك أنهم ثملوا طربا لنصرهم المبين، ولربما نالوا المنح والترقيات من ُمصدر الأوامر على إنجازهم الخارق الذي ينضاف إلى سجل الغزوات الخالدة ... ولكنهم بالتأكيد يشعرون في لحظات الخلوة بالنفس بالخجل والحياء من صنيع اقترفوه دونما اقتناع لإرضاء قرصان حقيقي قرصن أذهانهم وإراداتهم واستملك قناعاتهم وحياتهم ... إن حالهم كحال قاتل الروح لارضاء نزوة الآخرين ... لا هو استفاد من قتل المؤودة التي ستسأل يوما "بأي ذنب قتلت" ولا هو احتفظ ببراءته وربح راحة نفسه ...

أسفي عليك، أخي، أيها الذي أمضيت عقدين من عمرك تقرأ وتكتب وتتعلم الكلمة، وأمضيت ليال طوال من الابحار على الشبكة الافتراضية تنهل من معارف الكلمة، حتى صرت خبيرا تتقن فن صناعة الكلمة ونشرها، كيف تتحول الى سفاح مأجور للكلمة، تجزرها دون أن تقرأها أو تتمعن فيها.. كل هذا لماذا؟ لأجل راتب مهما علا يدخل الحساب أول الشهر بمهانة وذل ويخرج منه آخره دونما بركة ولا إفادة ...

ألم يكن بإمكانك أيها الخبير، القادر على اقتحام الحدود وتدمير التحصينات ومغالبة الجبابرة أن تكسر القيود التي تكبلك قبل غيرك، وأن تجد مورد رزق أشرف ترفع به رأسك ولا تستحي أن تجهر به لأبنائك ، من مثل صناعة الكلمة ومحاربة القرصنة وتعليم الأجيال القادمة كيف تحمي نفسها من كيد الظلمة ...

أخي، أدعوك بكل ود أن تخلع القناع والقفاز وأن تقلع فورا عن كبيرة الوأد والاغتيال، فان استجبت فمرحبا بك في مستقبل بناء الكلمة الصادقة في بلدنا، وان أبيت فتبوأ مقعدك بين الجلادين والسفاحين والمجرمين. وان كان المثل التونسي يقول "يا قاتل الروح فين تروح" فأنا أقول لك "يا قاتل الكلمة أين تروح".

عماد الدائمي

مسؤول موقع المؤتمر من أن أجل الجمهورية.