الجمعة، 22 أكتوبر 2004

رسالة إلى طاغية

رسالة إلى طاغية
بقلم: عماد الدائمي
أطلق سراح السجين أيها الطاغي اللعين.. يا من سرقت الحياة وحطمت الأمنيات، ورملت الأيامى، ويتمت العذارى، وثكلت الأمهات..
ويلك كم جرم صنعت، وانتهاك ارتكبت، وفضاعات جنيت... كم جلبت من عداء، وشحنت من قلوب حقدا ليس منه شفاء، ورفعت من أيادي وعيون للسماء، وحركت من شفاه خاشعات بالدعاء.. ويلك دعوة المظلوم تصعد كالبراق للسماء، وتعود بالبلاء.. تقطع عنك الرجاء.. ويلك ليس منها وقاء.
سوف تندم يوم لا يغني الندم.. وترى بعينيك النقم.. وتصاب بالبكم والعمى والصمم... لن تنفعك آنذاك اعتلاءات القمم، ولا هتافات الزخم، ولا حتى زيارات الحرم..،
يوم ينهض شعبنا الحر الهمام.. من تحت أنقاض الحطام، ومن خلف أستار الظلام، معلنا الخصام، شاهرا الحسام، طالبا الانتقام..
يومها ينفض عنك الجميع.. وتصيح ملء فيك ولا تلقى سميع .. تستغيث ولا يجيب جيشك الهادي الوديع .. وتنادي يائسا شعبك البر المطيع .. من ترى ينقذك يومذاك .. من مصيرك المريع..
ستوارى في التراب، وتغادر الدنيا دون إياب .. ستقدم ذات يوم للحساب، حاملا بيسراك الكتاب، يومها سوف تلقى في العذاب .. وترى بعينيك العقاب ..
سوف تبقى أبدا في تاريخ البلاد، صفحة خرقاء قاتمة السواد، وسيبقى اسمك عنوانا للرداءة والفساد، ومصيرك عبرة للمعتبرين وتذكرة للعباد ..
أفق أيها الغافل، إنك في خطر، انتبه ولا تضع عنك فرصة العمر، خفف عنك الوطء قبل أن يأتي القدر .. أطلق فورا سراح السجين، واغمد سياط الجلادين، وامسك عنا جيوش النهابين، ثم تنحى عنا فلسنا في بقائك راغبين.. وتب إلى رب العالمين .. إن شئت، أو اهرب إلى حصنك الحصين .. في بلاد الأرجنتين.. (*)
(*) لماذا الأرجنتين؟ لأنه نشرت معلومات مؤكدة في تلك الفترة حول اشتراء بن علي لقصر كبير في إحدى المدن الساحلية الأرجنتينية.

نشرت هذه الخاطرة للمرة الأولى يوم 22 أكتوبر 2004 في جريدة الشعب المصرية (لسان حزب العمل)