الأربعاء، 8 يونيو 2011

صدور كتاب المُهجَّرون التونسيون من هم؟

صدر كتابي "المُهجَّرون التونسيون من هم؟" الذي حاولت فيه تقديم خصائص الجسم المهجري التونسي ومعالم تجربته وفصول المعاناة التي عاشها المنفيون من وطنهم طيلة العقدين الماضيين وقصص نجاحاتهم ..وقد انتهيت حقيقة من انجاز العمل قبيل انطلاق الثورة ولكنني انشغلت عن اعداده وطباعته أثناء الثورة وبعدها وعدت إليه أخيرا دون أن أغير من محتوياته وملامحه حتى يعكس بأمانة المشهد النفسي والسياسي لمعشر المهجّرين قبل انتهاء محنة التهجير وتحقيق العودة الكريمة.
عماد

 

الإهــداء

*
إلى بذور الخير التي اقتلعتها الرياح العاصفة من أرضها ورمت بها بعيدا في تربة غير تربتها ... فأنبتت حيثما حلّت ناشرة حولها الوعي والأمل ... رغم الألم.

**
إلى روح شهيد المهجر د. محمد منصف السعودي وأرواح بقية الشهداء الأبرار الذين رفضت سلطات البلاد عودتهم أحياء يرزقون واستقبلتهم جثامين ملفوفة في علم الوطن ...

***
إلى روح شهيد المنفى قيس بلقاسم الذي رفض أن يعود جثمانه الطاهر إلى البلاد كي يبقى شاهدا على بشاعة جرم التهجير وعلى مرارة ظلم ذوي القربى ...

*********************************
مسافات

إن أسوأ ما نفعله هو أن نبقي على أرض معركة خسرناها، ولعل كتاب "المهجّرون التونسيون من هم؟" المنحاز للذين يرفضون مصادرة عطر الربيع، والموالين لمبدأ أن الكرامة لا تحتاج لبطاقة استئذان، حاول تغيير جغرافية الصمت الآثم، عبر استبيان أرضي غائص في أتربة المياه الجوفية للذاكرة، من أجل المساهمة في لملمة أشلاء الانتظار، ورجّ شيخوخة أنظمة لا تستوعب أحلام الجماهير، ليحرّك ازدواجية الحلم والتعب، ويجتهد في محاكاة مرحلة غبراء من مجلد الزمن الضخم الذي يضمّ تجارب الرجال، في اتجاه رسم مسافة ما بين غربتين.. فكان كتاب "المهجّرون التونسيون من هم؟" شكلا من أشكال التمرّد ضد الزمن العربي المالح، وضد أنظمة منع التجوّل الفكري، وحلما في لون العرق المستخرج من نواصي الذين يرفضون الاستكانة والسكون، ويؤمنون أن التاريخ المشرق لا يكتب بغير التعب والشجون، وأن الذاكرة الصاحية مقاومة ضد الفعل المهزوم...
الطاهر العبيدي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق