الأحد، 27 نوفمبر 2005

الكرامة و معركة الأمل


الـــــــــكرامة
الحملة الوطنية من أجل التغيير الديمقراطي


الكرامة و معركة الأمل
 

تحت أضواء وسائل الإعلام الدولية المواكبة لقمة المعلومات وبحضور شخصيات عالمية ذات وزن واعتبار، وضع المضربون الثمانية عن الطعام حدا لإضرابهم البطولي الذي دام 32 يوما، في جو إحتفالي لم يسبق له مثيل في بلادنا.
لا أحد يشكك في الدور الذي لعبه هذا الإضراب في إحداث ديناميكية جديدة وفي تحريك سواكن مجتمع مدني ظل حتى اللحظة مسكونا بشك منهجي وفشل مركب في إعداد مشروع موحد.
بركات هذا الإضراب كانت كثيرة ومتعددة ونتائجه الإيجابية فاقت كل الآمال والتوقعات، ولعل من أهمها كسر عقلية "العمل النضالي الفئوي المتركز أساسا في العاصمة" وتكريس لامركزية العمل الإحتجاجي ، وانتشاره السريع والمكثف على المستويين الوطني والدولي. كما كان فرصة لإظهار الكفاءة التنظيمية الرائدة للمناضلين التونسيين وقدرتهم على تجاوز الخلافات وكسر الحواجز الإيديولوجية المقيتة وتكتيل جهودهم في المعركة التي خاضوها ضد نظام مرتبك بنفس نضالي هجومي غير معهود.
والمحذور كل المحذور أن تتحول هذه النجاحات الرائدة إلى شعور بالنشوة والدعة والرضا الذاتي لأن عاقبة ذلك أن تتأبد عقلية العمل المناسباتي و"الحركية الركحية" للمجتمع المدني.
لذلك نعتقد جازمين أن تعهد الأمل الذي ولده إضراب الجوع يجب أن يكون أولوية الأولويات بالنسبة لكل الفاعلين في حركة 18 أكتوبر من مضربين ومنظمين ومساندين ..
إن مجموعة الكرامة التي وقفت إلى جانب المضربين عن الطعام طيلة فترة إضرابهم، ووضعت على ذمتهم ما تملك من وسائل ضغط وفعل، تدعو اليوم كل التونسيين للمحافظة على الديناميكية الإيجابية الوليدة وللمشاركة في كل الأشكال النضالية السلمية الهادفة إلى إستعادة الكرامة المهدورة والحرية المسفوحة في ظل الدكتاتورية العابثة.
إن "حملة الكرامة من أجل التغيير الديموقراطي" تستمد شرعيتها من هذا الظرف المحفوف بالمخاطر، وتستقي قوتها منه ومن الأمل الوليد لإعطاء دفعة جديدة لمعركتنا الجماعية ضد الدكتاتورية المقيتة وضد الرداءة.

حملة الكرامة في 27 نوفمبر 2005

عماد الدائمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق