عاد جزء من شباب الثورة اليوم إلى ميدان القصبة.. عُزّلا مسالمين لا سلاح لهم سوى إرادتهم وإيمانهم بعدالة مطالبهم التي يتفق مع أغلبها جلّ التونسيين.
ارتفعت أصواتهم الهادرة بنشيد إرادة الحياة وبشعارات العزة والكرامة والعدالة.. وفي المقابل ارتفعت في وجوههم هراوات البوليس السياسي وعصيّ قوات "مكافحة الشغب" أو بالأحرى "مكافحة الشعب". وهي قوات أرسلتها حكومة وقتية مؤقتة.. نسيت بسرعة أو تناست أنها جاءت للوجود نتيجة اعتصام سابق للشباب ذاتهم في القصبة ذاتها.. لتفرض عليهم.. وعبرهم على كل التونسيين "هيبة" زائفة..
اختنق المعتصمون بغاز "الهيبة" وسالت دموعهم، كما سالت دماء قلّة منهم أصابتهم "الهيبة" إصابات بالغة.. وجاء ذلك العنف غير المبرّر ليبرّر الاعتصام الجديد، ويعطي المشروعية للمطلب الرئيس بالإلغاء الفعلي والنهائي لجهاز البوليس السياسي.. والقطع التام مع ممارسات العهد البائد .. ومع تصوّر بائد "للهيبة" يصوّرها في تضادّ وتنازع مع سيادة الشعب.
يا أيّها الذين آمنوا بالمواطنة والعدل والحرّية: لا هيبة لدولة تقمع شعبها.. ولا كرامة لشعب يقبل أن يُقمع قطاع منه ولو لم يوافقه المنهج.. ولا شرعية لحكومة تحاول فرض "هيبة" موهومة بأيادي غير نظيفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق